تعد ليلة النصف من شعبان أحد أهم الليالي عند المسلمين، وأكثر ما يشغل المسلمون هو كيفية قضاء تلك الليلة، وأهم الأعمال والأدعية بها، وليلة النصف من شعبان هي التي تسبق نهار يوم 15 من شعبان، وليست التي بعد غروب شمس يوم 15 فالليل يسبق النهار كما هو معلوم.
ليلة النصف من شعبان
تبدأ ليلة النصف من شعبان من مغرب يوم السبت الموافق 24 فبراير 2024، ,ويجوز للمسلم أن يكثر من الصوم عموما في سائر أيام السنة، ويستحب له أن يكثر من الصوم في شهر شعبان خاصةً، لما رواه الشيخان من حديث عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ:
مَا رَأَيْتُ رسول الله صلي الله عليه وسلم ُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ.
وأما صيام يوم النصف فيجوز صيامه مع سائر أيام الشهر لمن يصوم أكثر شعبان، أو يصومه من له عادة كصيام يوم وفطر يوم، أو صيام الإثنين والخميس، فيوافق ذلك يوم النصف من شعبان، أو صيامه على أنه من الأيام البيض، إلا أنه لا يشرع تخصيصه بصيام دون بقية أيام شعبان، فالصيام على اعتقاد أن يوم النصف من شعبان له فضيلة خاصة، وأنه يسن صومه لخصوصية شعبان ليس من السنة، بل هو إلى البدعة أقرب،
واللـــــــــــــــــــــــه أعلـــــــــــــــــــــم.
ما هو حكم إحياء ليلة النصف من شعبان والاجتهاد فيها بالطاعة ؟
ورد في فضل ليله النصف من شهر شعبان أحاديث منها :
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن” رواه ابن ماجه، وابن حبان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.
هذا، وقد قال عطاء بن يسار:
ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان، يتنزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيغفر لعباده كلهم، إلا لمشرك أو مشاجر أو قاطع رحم.
لكن لم يثبت في تخصيص هذه الليله بصلاة معينة، أو دعاء معين، شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه، وأول ظهور لذلك كان من بعض التابعين.
قال ابن رجب في لطائف المعارف:
وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها.
وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك فمنهم من قَبِلَه منهم وافقهم على تعظيمها، منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز).
وقال ابن تيمية رحمه الله:
وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة.
فمن اجتهد في هذه الليله بعمل صالح، كقيام ليل، أو دعاء، أو قراءة قرآن لا ينكر عليه، لكن لا يسن الاجتماع لذلك ولا دعوة الناس إليه أو تخصيصها بصلاة معينة، أو دعاء معين، وأما نهارها فهو كبقية الشهر ليس له مزية خاصة، ولذلك لا يسن تخصيص نصف شعبان بصيام.